تدمر
تتصدر مدينة تدمر لائحة البرامج السياحية العالمية نتيجة معطيات تاريخية وحضارية وأثرية مميزة
لم توجد في بقع قديمة أخرى، كما يؤكد علماء الآثار والمؤرخون، ومنهم فولني وستاركي وغيرهما.
واكتسبت تدمر بصمة خاصة من التفرد عبر الأزمنة بوجودها وسط الصحراء، حيث سكنها الإنسان منذ
العصر الحجري الحديث، كما سكنها الكنعانيون والآراميون والعرب والأنباط، وحكمها الرومان نحو
400 عام، بينما جاء الحكم البيزنطي ليرمم أبنيتها وأسوارها ويغيّر من بعض معالمها حين أقام
معسكره على أنقاض قصر الملكة زنوبيا
لمحة تاريخية ..
عندما فتح الرومان سورية عام 64 ق.م، ظلت تدمر خارج سيطرتهم، حتى عهد الإمبراطور
(تيبرسوس 14-27م)، عندما منحها الرومان لقب "المدينة الحرة"، ثم حازت لقب
(مستعمرة رومانية) وبموجب ذلك أعفيت من الضرائب، ومنحت امتيازات كثيرة مستفيدة
من وجود أباطرة عرب حكموا روما في هذه الفترة.
وقد آلت تدمر إلى الهيمنة الرومانية عام 160م،فعمل جنود الهجانة من تدمر في الجيش
الروماني لحمايتها. وعندما استولى الفرس على سوريا في حوالي عام 260 م لم يكن
لدى روما جنود احتياطيين للدفاع عن سوريا، فقاد أمير تدمر سبتيمياس أوديناثوس الفرسان
ورماة السهام التدميرية لصد هجوم جيش الفرس الغازي وفي عام 262 م أصبح أوديناثوس
قائدًا عسكريًّا أعلى لروما على الحدود الشرقية. وبعد أن مات أوديناثوس عام 267 م تولت
بعده أرملته زنوبيا زمام الأمور.
وهكذا بدأت تدمر تتألق في التاريخ كدولة غنية لدرجة كبيرة؛ مما مهد لها أن تلعب دوراً
سياسياً واقتصادياً في تاريخ بلاد الشام.
حاولت زنوبيا الحاكمة القوية ،بسط نفوذها على مصر ومختلف أنحاء آسيا الصغرى وقد
أفلحت قواتها في الاستيلاء على أراض من أباطرة الرومان. غير أن الإمبراطور الروماني
أوريليان ألحق بزنوبيا الهزيمة وأسرها عام 274 م، ودمر تدمر . لكن الإمبراطور ديو كليشيان
الذي امتد حكمه من 284 إلى 305 م، أعاد بناء المدينة ، وظلت الحال على ما هي عليه
حتى تغيرت طرق القوافل .
وقد انتهت دولة تدمر فيما بعد، وبقيت منطقة نائية إلى أن دخل المسلمون تدمر في السنة
الثالثة عشرة للهجرة، وكان فتحها بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه، صلحاً من غير إراقة دم.
من معالم تدمر الإسلامية
قصر الحير الغربي : يبعد 80 كم عن المدينة بناه هشام بن عبد الملك بين القريتين و تدمر
على مربع طول ضلعه 70 مترا . قسمه الأسفل من الحجرالكلسي والأعلى من الآجر المشوي ,
نقلت واجهته الأمامية إلى متحف دمشق .
قصر الحير الشرقي : على بعد 120 كم من تدمر و هو عبارة عن قصرين تحيط بهما جدران
من الأجر و الجبس و الحجر و كان مركزاً لتجمعات زراعية هامة في منطقة قرية الطيبة
الحالية و هي الآن محطة للراحة.