كتب :د.مصطفى الآغا -دبيلاشك ولانقاش أن الروح وحدها غير كافية لصنع الإنجازات والإنتصارات ولكن لاشك أيضا أنها عامل مساعد وقد تكون العامل الحاسم في تغيير النتيجة أو تحقيق أنتصار لم يكن (
على الورق) متوقعاً ..
مافعله المنتخب السوري (
ليس مفاجأة برأيي) فهو عبر تاريخه الطويل منذ بداية ستينات القرن الماضي رقم صعب وأنديته وجماهيره ودوريه فيهم كل مقومات القوة ولكن كان ولازال يُعيبه تعامله مع البطولات الكبيرة والشح المادي والتدخلات الإدارية وفقر التمويل وانعدام التسويق وقلة الإهتمام الحكومي بالرياضة بالفعل وليس بالقول وعدم وجود مدربيين عالميين لا للأندية ولا للمنتخب وكل هذا لم يمنع الكرامة من الفوز على أندية أغنى منه مادياً وعناصرياً وتدريبياً مثل الإتحاد السعودي الذي خسر أمام الكرامة بالأربعة ومثله خسر القادسية الكويتي (
في الكويت) والوحدة الإماراتي والسد والغرافة القطريين ومثله فعل شقيقه الإتحاد الذي هزم القادسية الكويتي في الكويت في نهائي كأس الإتحاد الآسيوي ....
ومنذ عرفنا كرة القدم والكرة السورية صعبة المنال عربياً وآسيوياً ولكنها تفشل في المتر الأخير وهو ماحدث في عشرات المناسبات ولعل أغربها حلول نادي الجيش الذي تأسسس عام 1947 ثانياً في أربعة كؤوس عربية للأندية البطلة وأندية النخبة وأبطال الكؤوس وكان الأفضل ولم يفز باللقب لافي بيروت 98 ولا الكويت أو جدة أو القاهرة أو دمشق عام 99 أو الأردن 2000 ثم اللاذقية 2001 وتونس 2002 إلى أن توج بطلاً لكأس الاتحاد الآسيوي 2004 ....
وبالأمس القريب فازت سورية على العراق وعلى البحرين وفي تصفيات كأس العالم فازت على الإمارات ولا أعرف لماذا يعتقد البعض أن الفوز على السعودية في كأس آسيا هو مفاجأة اللهم إلا إذا كان يقلل من قيمة هذا المنتخب ....
صحيح أنه على الورق ونظرياً ونتائجياً وتاريخياً يتفوق المنتخب السعودي في كل شئ وهذا مادعا كل المراقبين في البطولة إلى ترجيح فوز المنتخب السعودي تاركين المجال أمام حدوث عكس ذلك لأن كرة القدم لاتعترف لا بالتاريخ ولا الجغرافية ولا النتائج خاصة وأن لكل مباراة ظروفها التي قد لاتتكرر ....
لهذا طالبت السوريين بعدم المغالاة في الفرح لأن هذا يؤكد أن فوزهم مفاجأة وهذا مافعله المدرب الروماني تيتا الذي طالب الجميع أن تبقى أقدامهم على الأرض ولهذا قلت لا للشحن الزائد لأنه يضع ضغطاً (
غير مطلوب ولامرغوب) على اللاعبين وحتى على الجماهير وقلت أيضاً أننا يجب أن نتعامل مع كل مباراة بالقطعة أي أن كل مباراة هي بطولة بحد ذاتها وقلت أننا لانريد منتخبات طفرات (
تكون المعنويات هي الأساس في الإنتصار الوقتي) ولو كانت المعنويات وحدها تكفي للتتويج فلماذا لم يتأهل المنتخب السوري لكأس العالم ولم يفز بكأس آسيا والعرب ولاحتى غرب آسيا التي أستضافها على أرضه ؟؟
المعنويات ضرورية جداً لأن من دونها سيكون اللاعبين بلاروح ومثل الدمى ولكن المطلوب هو الإقتناع لدى القيادة الرياضية وحتى السياسية أن كرة القدم تحتاج أحترافاً حقيقياً ودعماً مادياً أو إستقلالية إداراية ومالية كاملة بدون أي تدخل من اية جهة وتخصيصاً للأندية ومدربين عالميين لهذه الأندية ومحترفين حقيقيين يدعمون الدوري بمهاراتهم التي يستفيد منها الصاعدون وبالتالي يُصبح فوز المنتخب هو القاعدة وخسارته هي المفاجأة .....