كتب : د.مصطفى الآغا - دبي
في رائعته " أيظن " قال الشاعر السوري الكبير الراحل نزار قباني :
أيظن أني لعبة بيديه؟
أنا لا أفكر في الرجوع إليه
اليوم عاد كأن شيئا لم يكن
وبراءة الأطفال في عينيه
ليقول لي : إني رفيقة دربه
وبأنني الحب الوحيد لديه ....
... وفي آخر القصيدة تسامح الحبيبة حبيبها وتعود إليه قائلة "ما أحلى الرجوع إليه" ولكن في حالة المدرب محمد قويض أنا شخصياً ضد أن يعود الحبيب لمن أحب والسبب أن من يعرف حقيقة أوضاع نادي الكرامة السوري سيتأكد أن ما فعله المدرب محمد قويض يدخل في خانة "الإعجاز" ... فالنادي يعتبر فقيراً قياساً بالأندية الإماراتية والقطرية والسعودية وحتى الكويتية وهو كان ولازال يعيش على هبات الميسورين ودعمهم وهم بالمناسبة ليسوا من أصحاب الملايين ولا المليارات خاصة أذا حسبنا فارق العملة بين الليرة السورية والدولار (كل دولار يساوي 46 ليرة تقريباً) ....
الكرامة ليس فيه احتراف حقيقي مثله مثل بقية الأندية السورية ومع محمد قويض وصل لنهائي دوري أبطال آسيا عام 2006 بعدما هزم الإتحاد السعودي 4/0 إياباً في حمص وهو الخاسر في جدة بهدفين وكان وقتها الإتحاد حامل اللقب الآسيوي وهزم القادسية الكويتي في الكويت بهدف بعدما تعادل في أرضه سلباً وفاز على الوحدة الإماراتي 2/1 والغرافة القطري 3/1 وفاز مرتين على صبا باتري الإيراني وفي النهائي خسر من جيونبوك الكوري الجنوبي بهدفين وفاز في حمص أمام الرئيس السوري بشار الأسد 2/1 ولكنه خسر اللقب ....
وفي 2007 فاز على السد القطري ونيفيتشي الأوزبكي والنجف العراقي ووصل الربع نهائي وخرج على يد سيونغنام الكوري الشهير، وفي 2008 فاز على الأهلي السعودي والسد القطري والوحدة الإماراتي ووصل للربع نهائي ليخسر أمام غامبا أوساكا الياباني الشهير ... وفي 2009 وصل لنهائي كأس الإتحاد الآسيوي وخسر النهائي أمام الكويت في الكويت بهدفين لهدف ووصل لربع نهائي 2010 ومابينهما حمل لقب الدوري السوري أربع مرات متتالية وهي تعادل نصف بطولاته منذ تأسس عام 1928 كما توج بطلاً لكأس سورية في نفس الفترة 4 مرات وهو أيضاً نصف عدد بطولاته وبات قوة عربية وآسيوية يُحسب حسابها وصدقوني من لاشيء تقريباً باستثناء جمهور كبير عاشق ومرعب وهو الجمهور الذي صفق وهتف للقويض كل هذه السنوات وكان يعتبره خطاً أحمرَ ومن يعرف علاقة القويض بالجمهور الكرماوي سيعرف أن هذا الرجل كان ظاهرة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى إلى أن وصل لأفضل مدرب في آسيا وحالياً يتصدر فريقه الدوري السوري ب26 نقطة من 13 مباراة وهو الأكثر تسجيلاً للأهداف ب22 هدفاً مع الوحدة ولكن شباكه اهتزت 13 مرة وخسر 3 مرات والنادي كان يعيش حالة (مناكفات قيادية) واستقالة الرئيس وابتعاد مشرف الكرة الدكتور فهر كالو ثم عودته ومع هذا تمكن أبو شاكر من تصدر الدوري بدون نجوم من الأوزان الثقيلة ولا محترفين "عالميين ولا ربع عالميين" إلى أن جاءت مباراة العروبة العماني التي قصمت ظهر الرجل وأثارت نتيجة التعادل 2/2 بعدما سجل الكرامة هدفين مبكرين فشتم البعض من الجمهور "ساحره السابق" وهذه كبيرة جداً "للحجي أبو شاكر" الذي قدم حياته للكرامة وهو الرجل المتفاني المتواضع ولهذا آثر الاستقالة وأغلق كل أبواب الوساطات التي قادها فهر كالو ومعه قائد المنتخب ونجم القادسية الكويتي فراس الخطيب ولم تنفع كل عرائض الاعتذار التي حاول جمهور الكرامة أن يبعثها للقويض ويبدو أن الجمهور لا يعرف أن الكلمة كالطلقة أن خرجت فلن تعود مجدداً وأن كرامة الناس أغلى من قيادة فريق كروي وأن الاعتراض حق من حقوق البشر ولكن الشتم ليس من حقها وهو ماعودتنا عليه الجماهير السورية التي تتعامل فعلا بالشتائم في كثير من الأحيان وخاصة بحق من اخلصوا لها وسبق وشتم جمهور الجيش (العراقي الخلوق أيوب أوديشو) الذي منحهم لقب الدوري ثم استقال قبل تكريمه ..... ولدي قائمة بالعشرات ممن شتمهم الجمهور بأقذع الألفاظ من لاعبين ومدربين وإداريين ورغم أن الشتم ظاهرة عالمية ولكني أتحدث عن ظاهرة تدريبية مثل القويض لا يستحق أبدا أن توجه له أي كلمة غير الشكر .
والآن يطالبون بعودته وهم في منتصف الدوري والأكيد أنني معه في استقالته وعدم عودته حتى "يتعلم الشاتمون" أن الآخرين ليسوا لعبة في أيديهم .