مع جحا والحمار… وكازينو دمشق للقمار

مع جحا والحمار… وكازينو دمشق للقمار

في صباح آخر أيام العام 2010م للميلاد… قرر حجا أن يخرج على حماره ليرى
البلاد والعباد… وبينما الحمار يسير… نام جحا نومة أمير… وسار الحمار سار
وسار… حتى وصل قرب المطار… وهناك رأى صرحاً للقمار… فأخذ ينهق بفرح
وافتخار… فاستيقظ جحا… فرأى ما رأى… فوقف باحترام… وأخذ يرقص ويحمد الله
بأبدع الكلام… فقال جحا: يا سادة يا كرام… الحمد لله خالق البشر والأنعام…

* الحمد لله أن تم أخيراً الافتتاح… افتتاح يدل على الانفتاح…. انفتاح سيجلب للبلد الخير والانشراح…
* الحمد لله الذي لم يفتنا القطار…. ولم نبق مع الدول المتخلفة في انتظار….
ففتحنا كازينو للقمار… وصرنا من الدول التي لا تراب عليها ولا غبار…
* الحمد لله أن لم يعد مطار دمشق الدولي وحيدا… فصار بقربه بناء جديدا…
ليكون للزوار العابرين دليلا… وللمسافرين المتأخرين سبيلا… يقضون فيه أمتع
الأوقات… ويسعدون فيه بأفخر المشروبات…
* الحمد لله أن نهضنا من الرقاد… وأنجزنا هذه الخطوة لينتعش الاقتصاد…
* الحمد لله أن تمت هذه الخطوة العملية… على طريق ارتقاء علاقاتنا الاجتماعية… مع الدول العربية والأجنبية…
* الحمد لله أن صرنا للدول منافسين…. وللسواح جاذبين…. وللوضع الاقتصادي
منعشين… وأدخلنا السرور والانبساط على قلوب المساكين… من مُلاّك الملايين
والبلايين…
* الحمد لله أن صرنا للنخبة مثاباً… ولأساطين المال ملجأ ومآباً… وبين أهل السياحة مكانة ومهاباً…
الحمد لله أن تمكَّنا من إيجاد هذا الإبداع… ساعين لأن يصير لنا في عالم المال باع….
* الحمد لله على عقول جادت فأبدعت… وسهرت فأبهرت.. بخطط ودراسات… وكوادر
وخبرات…. وبارات وطاولات… فتطايرت في سماء الوطن الدراهم والليرات…. ثم
الريالات والجنيهات…. وتلتها الدنانير والدولارات… وهكذا كل أنواع العملات…
* الحمد لله على الماضي والآتي…. وعلى استعادة خالد حبوباتي[1]… لترخيص عائلته في إعادة افتتاح هذا الصرح العاتي…
* الحمد لله أن عادت الـ أوشن كلوب[2] لتكون بين الشركات (التوب) فلم يقف في وجهها أحد أو يقل لها: (استوب)
الحمد لله الذي أبقانا حتى نشهد فصل شتاء تقام فيه صلاة استسقاء ثم يتبعها افتتاح كازينو فيه للسياحة ارتقاء…
وبعد كل هذا الحمد والثناء… نظر الحمار إلى جحا نظرة عجب واستغباء… فقال له
جحا أعلم أنني أدركت الصباح… لكني لن أسكت عن الكلام، فالكلام مباح
ثم عقب قائلاً: يا سادة يا كرام إنني لست غبياً… ولست منافقاً ولا وصولياً…
بل أنا جحا رمز الذكاء والدهاء… لذا فها أنذا في ختام ثنائي وحمدي… أحدد
غايتي وقصدي…
* فأنا أحمد الله…. الذي لا يحمد على مكروه سواه… والذي جعل البركة والرزق في طاعته وتقواه…
* وأيضاً أحمد لله الذي أمرنا بطهارة الغاية والوسيلة وجعل التقوى للرزق دليلاً فقال عز من قائل جليلاً:
(مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ
حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ
قَدْرًا (3))
فالله أسأل أن يعاملنا بلطفه ورحمته… وأن يجود علينا بكرمه ومغفرته…. وألا
يحرمنا من غيثه وبركته… بما اقترفناه من تجاوزٍ لحدوده وسنته…
ومضى جحا لا يلوي على شيء ولكن…. ولكن كل شيء كان يلوي عليه…
ودمتم سالمين بالرزق الحلال منعمين…

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور

» دمشق قبل التاريخ وفي بدايته...
» تدهور حافلة على طريق دمشق - حلب
» دمشق العشيقة كما راها ( نزار قباني )
» مفاوضات مكثفة مع الفرنسي لوروا في دمشق
» ضريح البطل صلاح الدين في دمشق