رياضة الصيد بالصقور
رياضة
الصيد بالصقور هي رياضة تستعين بصقور الشاهين والصقور السوداء وفي بعض
الأحيان النسور أو صقور الباز في ألعاب الصيد، وهي رياضة قديمة كانت تُمارس
منذ عصور الجاهلية، وعلى الرغم من اعتبارها من الرياضات النادرة، إلا أنها
تُمارس على نحو واسع في جميع أرجاء العالم
.
ويطلق
في لغة رياضة الصيد بالصقور على جميع الطيور النهارية أو التي تمارس
نشاطها أثناء النهار إسم "النسور" ، ولذا فإن رياضة الصيد بالصقور يُطلق
عليها أيضاً "رياضة الصيد بالنسور"، وفي هذه الرياضة يتحكم مدرب يُطلق عليه
"صياد الصقور" في قدرة الطائر الطبيعية على الصيد، ويجب توافر علاقة شراكة
جيدة بين الصقر ومدرب الصقور حتى يتمكنا من الصيد بنجاح.
وتشتهر
رياضة الصيد بالصقور في منطقة الخليج الفارسي في كل من دولة الإمارات
العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتحتوي الإمارات على أعداد
ضخمة من الصقور مما يرمز إلى تراث الأمة الوطني؛ وفي الواقع من الممكن
ملاحظة الصقور على العديد من الشعارات الرسمية في دبي، هذا بالإضافة إلى
وجودهم على الأوراق النقدية للبلاد؛ ومن أجل حماية هذه الطيور الجارحة قام
صاحب السمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي ووزير صحة دولة
الإمارات العربية المتحدة برعاية عملية تأسيس مستشفى صقر دبي عام 1983.
وقد
قام رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الحبيب الراحل الشيخ زايد بن
سلطان آل نهيان، والذي كان خبيراً برياضة الصيد بالصقور شخصياً، بتأسيس
برنامج إطلاق سراح الصقور السنوي في سبيل الحفاظ على مجموعات الصقور
ولاستحضار تقليد تم نسيانه منذ فترة، وقد شجع التصرف الحكيم لقائد الأمة
النموذجي صيادي الصقور في أرجاء البلاد على إطلاق سراح صقورهم في البراري
مع نهاية كل موسم صيد، وقد سجل التاريخ إطلاق الشيخ زايد نفسه صقوره التي
تُقدر بمئات الآلاف من الدولارات، وقد أسهم البرنامج منذ نشأته في إطلاق
سراح ما يزيد عن 900 صقر خلال السنوات الإثنى عشر الماضية.
وكان
الشيخ زايد من أشد المؤيدين لهذه الرياضة الفريدة حتى وفاته عام 2004، وقد
أكد في كلمته الافتتاحية التي ألقاها ضمن فعاليات الخطة الاستراتيجية
العالمية للحفاظ على الصقور وموارد الهوبارا أن رياضة الصيد بالصقور
التقليدية بمثابة تذكير دائم لشعبه: بقوى الطبيعة والعلاقات بين الكائنات
الحية والأرض التي يتقاسمونها واعتماد الإنسان على الطبيعة.
وقد
ذكرت التقارير عام 2003 أن صقور دبي أصبحت من العوامل المساهمة في عدد من
التطويرات الحديثة في مجال الطب الجوي، وهذا بفضل قادة البلاد الذين أسهموا
في حماية واحد من أمهر وأقوى الطيور.